الخميس، 23 يونيو 2016

رمضان يجمعنا

في كل عام تصدمنا القنوات العربية بكمية العبث المعروض على شاشاتها في شهر رمضان , برامجٌ و مسلسلات تعطيك إنطباعاً عن مدى تدهور الإنتاج العربي و فقره من الناحيتين , القصصية و التمثيلية , و في كل رمضان أشاهد حلقة من برنامج أو مسلسل فأطرح على نفسي ذات السؤال دوما , كيف يشاهد الناس هذه الأشياء ؟! , هذه المرة حاولت أن أقوم بالإجابة عن هذا السؤال و كانت الإجابات كالتالي :

-في باب أحمد الشقيري و الصدمة :  تظهر هذه البرنامج سواء كانت لأحمد الشقيري (خواطر , قمرة ) أو الصدمة الضيف الجديد في هذا العام , تظهر هذه البرامج بعض الظواهر الإيجابية في المجتمع و التركيز عليها في محاولة منها لإصلاح المجتمع العربي و لو قليلاً , تجد هذه البرامج مكاناً على شاشات المشاهدين , لسببين :
1.هي إن كانت تتحدث عن أشياء في المجتمعات الأخرى (خواطر في بعض أجزاءه مثلا) , فهي من رأي الخاص تحفز عقدة الخواجة عند مواطنينا .
2. السبب الثاني هو حديث هذه البرامج أحياناً عن ظواهر إيجابية في مجتمعاتنا  (بعض حلقات خواطر و الصدمة ) , هنا يكون سبب متابعة الجمهور لهذه البرامج هو أنها تمنحهم قليلاً من النشوة و السعادة بصورة يطالها قليلٌ من التزييف أحياناً .
و في الحالتين يكتفي المتابع لهذا النوع من البرنامج بالجلوس و المشاهدة دون أن يفكر ولو قليلاً بأن يحاول أن يبدأ في نشر ما رأه فيها .

-في باب الدراما العربية (الخليجية منها و السورية) :
في كل عام تثبت الدراما العربية أن الإنتاج العربي ما يزال بعيداً عن الدراما العالمية ,فأولاً  ستحتاج فقط لمشاهدة بضعة مسلسلاتٍ خليجية ثم ستكون قادراً على التنبؤ بقصص كل المسلسلات القادمة بالممثلين , فرغم الميزانيات الضخمة الموضوعة لهذه المسلسلات إلا إنها تفتقر لقصة و تفتقرلممثلين , بإختصار تفتقر لكل شيء يجعلها مسلسلات .
و لا يختلف الحال عن الدراما السورية التي باتت تهتم بمظهر الممثلين فيها دون الإلتفات إلى نص المسلسلات بنفس القدر .
سبب متابعة هذه المسلسلات أحياناً  قد تكون كمية الدراما و الحزن في قصة هذه المسلسلات فيراها الناس كملجأ لهم ينفسون بها عن الضيق و الغم المتراكم بداخلهم ,و قد تكون قصص الحب الجانبية في المسلسل سبباً أخر يجعل من مثل هذه الإنتاجات محط إهتمام و مشاهدة خصوصاً لدى فئة السيدات و الإناث بصفة عامة .
كذلك تظهر هذه المسلسلات تأثراً كبيراً من قبل طاقم التمثيل و المشاهدين بالثقافة التركية خصوصاً الظاهرة في المسلسلات المدبلجة منها من ناحية الديكور و لبس الممثلين و ما إلى ذلك .

في باب رامز جلال و إخوانه :
هذه النوعية من البرامج هي السبب الرئيسي لكتابة هذه المقالة و ذلك لأن إنتشار هذا النوع من البرامج بل و نجاح بعضها و إستمرارها لعدة مواسم وصلت إلى ستة في حالة رامز جلال مثلاً و الذي إنتقل من قناة متوسطة إلى أقوى شبكة قنوات عربية يعد مؤشراً خطيراً حيث أن هذا الشيء يظهر و بوضوح مقياس السادية العربية و ربما يفسر أيضاً سبب إنتشار أعمال العنف و القتل عند المجتمعات العربية إذا علمنا أن هذه البرامج تصنف كبرامج فكاهية أو كوميدية , و أين الكوميديا في رؤية تصرفات إنسان في موقفٍ تكون فيه حياته على المحك , فالضيف في هذه البرامج يواجه خطر الموت حرقاً في برنامج رامز جلال مثلاً أو هو يواجه خطر الموت ذبحاً بعد أن وقع ضحية في  أيدي مايعرف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في برنامج أشرف رعايش , و الطامة الكبرى أن هذا الأخير برنامجٌ من أنتج و أعد من قبل ليبين في ليبيا البلد التي يعاني مواطنوها من هذا التنظيم .

في باب الحارة :
في رأي الشخصي بأن باب الحارة قد إنتهى تماماً من بعد جزئه الثالث و أن ما تلى ذلك قد بات إجتراراً لذات المواضيع المطروحة في الأجزاء السابقة بطرقٍ جديدة , لكن رغم ذلك فمزال لهذا المسلسل الذي فقد كل ممثليه تقريباً , مزال له شريحة كبيرة من المشاهدين , و السبب في ذلك قد يكون حبنا كمجتمعات عربية محافظة للعادات و التقاليد و قد بات باب الحارة لعديد الأشخاص جزءً من عادات شهر رمضان كطبق الشربة في ليبيا و فانوس رمضان في مصر ,و لأننا محبون لهذه العادات و يصعب علينا كسرها أرى أنه من الصعب أن تنتهي سلسلة باب الحارة إلا بإفلاس المنتجين أو بتغير الذوق العربي العام فجأة .

في باب الاسطورة
: دائما ما كانت الافلام او المسلسلات المصنفة تحت بند اكشن ذات تقيم ضعيف لخلوها من قصة و اعتمادها غالبا على الحركة و المشاجرات الكثيرة فيها ، لا يختلف هذا الامر على الصعيدين العربي و العالمي .دارت قصص الاكشن في الاعمال العربية حول بطل يواجه ظروفا صعبة منذ مرحلة الطفولة ثم يبدأ في محاربة الاشرار في البيئة المحيطة بيه ، كانت قديما مرتبطة ب"فتوة" الحي (عاشور الناجي) و استمر الامر كذلك حتى ظهور ابراهيم الأبيض لتتحول القصص و تركز على الشاب القادم من احياء مصر العشوائية .نجحت هذه المسلسلات و انتشرت بين الشباب العربي لقرب البطل من المستوى المعيشي للشباب من ما حفز شعورا بينهم بإمكانية ان يعيشوا هم هذه القصص ، من ناحية أخرى كان لأعمال العنف المتصاعدة في العالم العربي  سبباً في ذلك أيضاً , حيث وجد المشاهد هذه الأعمال كملجأ للتنفيس و إخراج كمية العنف المترسبة داخل عقل المشاهد .


هذا مجرد تحليل تهريسي بسيط لمسلسلات و برامج رمضان من وجهة نظري البسيطة و ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً , في الختام برأيك عزيزي القاريء مالسبب الذي يجعل الناس تشاهد هذه المسلسلات و البرامج رغم إنحدار مستوى بعضها ؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق