الاثنين، 2 مايو 2016

بعد مائة عام


اننا في العام 2116..
مائة عام مرت على كتابة هذه الكلمات و انا مازلت اكتبها..
مائة عام قد مرت على موعد نومي و مازلت لم أنم بعد...
مزال كل شيء على حالته قبل مائة عام...
رجلٌ وقف أمام المصرف قبل قرن و لم يجد سيولةً بعد...
مزالت لليبيا ثلاث حكومات....
و مازال مركز رأس أعبيدة يحترق عندما يحدث حدثٌ في بنغازي...
مزالت المنارة تضيء....
 و ماتزال أصوات الدف و البنادير تُسمع من زاوية الرفاعية رفقة أصوات القذائف الراقصة جنبها..
ماتزال أغاني المرسكاوي فقيرة بعد إعتزال الصافي...
و مزال تشافيز يتحدث عن مبارة إنتهت ب3-1.....
و مازال العالم يتسائل عن هذا الشعب الرائع....
إننا في العام 2116....
مايزال أستاذ التاريخ يكذب و يزيف التاريخ....
و مايزال الطلبة يصدقونه و يعتقدون بأنه قد كان للعرب حضارة يوماً...
ما يزال ذلك الفتى الحالم يقول بأن أمة العرب ستعود من جديد ....
بجانبه فلسطيني يوافقه الكلام و يقول بأن العرب سيحررون بيت المقدس مرة أخرى ....
كلاهما غافلٌ فلم يكن للعرب يوماً أمة حتى تعود من جديد ....
و لم يستطيع العرب يوماً تحرير بيت المقدس... ليس لوحدهم على الأقل....
و مازال الغرب يحيكون لنا المؤامرات و يضعون لفظ الجلالة على الجوارب حتى ندوس عليها...
و ندوس زر الإعجاب فإن لم نفعل فالشيطان قد منعنا....
مازال الشيخ الفلاني يناقش أضرار القيادة على صحة المرأة....
و مازال العالم العلاني يؤمن بنظرية داروين التي لم يجدوا حلقتها المفقودة بعد....
ماتزال خلايا جسمي كما هي , لم تتطور و لم تتغير مع تغير الظروف ...
مرت مائة عام
ما يزال الكلب في الخارج ينبح و بجانبه قطة تموي....
وقد بدأت في قراءة مائة من عامٍ من العزلة
و لم تنتهِ الرواية بعد ولم تنهِ المئة عام
و مازلت أنا أكتب....
لمن أكتب ؟!...
هم لا يقرؤون , أو تراهم يقرؤون و ينكرون أو ينسون ...
مازلت أجلس عند البحر أحيانا...
و مازالت طيور النورس تحلق في السماء جاعلة منها وطناً لها
و مازلت أشرب القهوة...
أكره من أكره و أحب من أحب...
بعد مائة عام مازلت نا هو نا ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق