الأربعاء، 13 أبريل 2016

أنا و نزار


هل سكرت البارحة ؟!!
لا , ليس البارحة ,  لماذا أشعر و كأني مكموخ الأن إذا؟! , هل جاء ملاك و سقاني بعض الخمر أثناء نومي ؟ ولماذا سيفعل الملاك ذلك؟ لا لا حتما لم يفعل أي ملاكٍ ذلك ؟ إذا ما سر هذا الشعور الغريب ؟!. انا حتى لم أحلم بها أو أحدثها لأقول بأن الغرام سقاني من الحب كأس أسكرني , لكن أي غرام و أي حب هذا؟!
من أنا؟!
و من هذا الرجل الجالس بجانبي و يحدق بي ؟!
أنا: (صباح الخير يا سيد)
الرجل:( عذراً فصباحي لا يبدأ حتى ألتقى بعيني سيدتي).
أنا ( خف علينا يا نزار يا قباني)
ضحك الرجل الغريب و قال ( لقد عرفتني إذا , رغم أني أعتقد بأنه من غير اللائق أن تحدث رجلاً كبيراً هكذا)
قلت له بنبرة سؤال ( أنت نزار قباني ؟!) فوجدت الرجل يهز رأسه بأن نعم
أنا :(دعني أعرفك بنفسي إذا...)
قاطعني الرجل الذي اتضح بأنه نزار قباني وقال (أنا أعرفك , لقد مررت ببضع تدوينات لك).
عجبا عجبا , نزار قباني يقرأ لي و هو ينظر لي الأن و أن أضع على وجهي ملامح البلاهة .
قطع هو جدار الصمت المبني بيننا وقال ( في الواقع أردت أن أسألك سؤالاً بسيطاً؟)
أشرت له بأن تفضل , فقال (لماذا لم تعد تكتب عن تلك الفتاة)
أنا (أي فتاة؟)
هو( تلك التي كتبت له كلمات الحب)
أجبته (لا توجد فتاة أساساً , تلك الكلمات لم تكن شيئاً سوى عواطف سكير)
قال لي (و هل كنت سكراناً حينها؟)
فأجبته بالنفي , سأل مستغرباً (و كيف تقول بأنه عواطف سكير؟)
قلت له ( منعت نفسي من الخمر فهل أمنع نفسي من عواطفه أيضاً؟)
- ( أنت لا تشرب إذا, لماذا؟!)
-(لأن الخمر حرام)
-( و الدخان حرام لكن مازلت تدخن)
أجبته قائلاً ( لقد قالوا بأن من يذق خمر الدنيا لن يذق خمر الجنة)
-(إذا أنت تطمع في الجنة؟!)
-(طبعاً أليس هذا من حقي؟!)
إستدرك هو الموقف سريعا و قال (لنعد إلى موضوعنا الأساسي يا ولدي قبل أن يطالنا التكفير , إذا تلك الكلمات لم تكن سوى عبثٌ منك ؟ هل تدري كم من أنثى فرحت بكلماتك هذه و ظنت بانك تغازلها سرا؟!)
-(هههههههههههه , عذرا يا سيدي , لكن يبدو بأنك قد أخطأت العنوان فأنا لست من النوع الذي تحلم به الفتيات حتى تفرح إحداهن لظنها بأني معجبٌ بها , أنا من شباب الفريندزون ) .
تعجب الحاج نزار(الفريندزون!!!)
-( نعم من الشباب الذين قد تحلم بهم إحداهن كصديقٍ عادي تلجأ إليه عند حدوث مشكلة بينها و بين محبوبها لعلها تجد عنده حلا و أحيانا يمتد الموضوع فيصبح كأخ , لكن كحبيب !!  بإمكاني أن أكد لك بأني لست من ذاك النوع )
-(وماذا تظن نفسك فاعلٌ بهذا العبث , ألم تعلم بأن قلوب البنات ليست لعبة تتسلى بها؟!)
-(عذرا يا سيدي سأجيبك بإجابة مطولة تحمل شقين , الأول هو من قال بأني أتسلى بقلوب أحد ؟ هل قال أحدٌ بأنك تتلاعب بقلوب السيدات بقصائدك ؟! لا لم يقل أحدٌ ذلك , ستقول بأنك كتبتها لزوجتك بلقيس , سأقول لك بأن ما كتبته هو رسائل مستقبلية لزوجتي التي لم تأتِ بعد , لست مسؤلاً عن من سيظن بأن حديثي له , الشق الثاني من إجابتي هو بأنه إن كنت أنا مذنباً فأنت أيضا مساهم في هذا الذنب فأنت قد ساهمت بشكلٍ كبير في جعلهن يعتقدن بأن كل الرجال مثل نزار يكتبون الكلمات لمحبوباتهم , و نحن لسنا كذلك لذلك لا تلمني  بل لم نفسك أولاً , و سأضيف جواباً أخر و أقول بأن الناس عندما يقرؤون كلاماً عن المشاعر لا يفكرون في ذاك الذي كتب و بماذا شعر عندما كتب , بل يفكرون في أنفسهم , يسقطون هذا الكلام على واقعهم , فإن كان في الكلام معاناة و ألم يفكرون في معانتهم هم و مشاكلهم , و إن كان في الكلام حب و غزل فكلٌ يفكر في محبوبه الحالي أو المنتظر , و يصبح الكاتب مجرد وسيلة حفزت فيهم مشاعر معينة , يصبح الكاتب مجرد وسيلة لا مشاعر لها في نظرهم)
أحسست بدخول تيارٍ بارد من الشباك فنهضت لأغلقه و عدت لمكاني فلم أجد نزار نظرت نحو اليمين و نحو اليسار لم يكن في المكان أبداً , إختفى نزار و حلت مكانه على الكرسي الذي كان يجلس عليه كومة الثياب التي تنتظر منذ أسابيع موعد عودتها إلى الخزانة.
تباً , حتما قد شربت شيئاً في البارحة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق