السبت، 5 مارس 2016

براد شاهي 8

حسنا يجب علي الاعتراف , قد مر وقتٌ طويل منذ أن استعملت هذه المشاعر لدرجة أن تحريكها أثار زوبعة من الغبار و الأتربة بداخلي , كنت قد قررت إقفال هذا القسم من عقلي نهائياً , و تحويله إلى مخزنٍ تضع فيه الأقسام الأخرى حوائجها و مستنداتها , حولت أوراق قلبي إلى لجنة التخطيط حتى يتم النظر فيما سيتم استعمال هذا العضو المسبب للمتاعب و رميت براد الشاي في مكانٍ ما في المطبخ , كل شيء على ما يرام , فترة استقرار و رخاء جاءت بعد ثورة قمت بها على هذه المشاعر الغاشمة الظالمة ,تخللت تلك الفترة بعض الإصدارات الغير الرسمية "لبراد شاهي" و عدم الاكتراث بالجنس الأخر كنوعٍ من استعراض القوة ,  لكن في نقطة ما تغير كل شيء و انقلب , دخلت عناصر إرهابية و توغلت بداخلي حتى سببت زعزعتاً أمنية و شكلت خطراً على الاستقرار الداخلي .

بدأت الحكاية منذ فترة ليست بالبعيدة عندما رأيتها للمرة الأولى , يجب علي القول بأنها لم تكن فائقة الجمال حينها , كانت فتاة عادية المظهر من النوع الذي يمكن رؤيته في كل مكان , لهذا السبب لم تجذب انتباهي , فمالذي سيجذب انتباهي فيها ؟! , في البداية كانت الإجابة لا شيء , هذه الإجابة سقطت بعد أول نقاشٍ معها , نعم نقاش و ليس حديث , تبادلنا الأفكار في عدة مواضيع , لها طريقة تفكير مثيرة للاهتمام , كذلك شخصيتها , ربما ليست هذه الطريقة التي يتحدث فيها فتاة و شاب كلاهما في مطلع العشرينيات من عمرهما, لكن هذه الطريقة و هذا النقاش قد بدلا الكثير , لقد جذبتني أفكارها إليها , هل هذه عادتي ؟! لا لم أعتد حدوث هذا الشيء , إن النظام الذي أسقطته قبل مدة تسلل و عاد من جديد بوجهٍ جديد, فأعادت لجنة التخطيط عضو القلب إلى عمله على وجه العجل , فُتح قسم المشاعر بعقلي من جديد , عدت إلى نقطة الصفر بل و ربما قبلها بقليل , جعلتني أفكارها و أسلوبها أُبصرها , توافدت الأسئلة بمجرد عودة قسم المشاعر إلى العمل , هل كان شعرها جميلاً هكذا عندما رأيتها للمرة الأولى , هل كانت بهذا الجمال أم أن شيئاً ما حدث , هل زارتها أفروديت من أساطير الإغريق و زادتها جمالاً في ذات ليلة لتزيد شقائي ؟, سأقول بأني انتبهت لجمال عينيها و روعتهما , و لو كان أمر زيارة أثينا حقيقة فإنها لم تعدل فيهما شيئاً , لا حاجة لها بتعديلهما .

عدت إلى المتاهة القديمة و إلى الجدال الأزلي بداخلي , هل أخبرها عن ما بداخلي , أو اُبقي ما بداخلي في داخلي , عادت الأغاني القديمة لتُعزف مجدداً في غرفتي , أضيفت عليهم أغنية جديدة دلني عليها أحدهم يقول مغنيها :
" لمن نشكي حالي يالي شغلتي بالي
نبات سهران ليالي نفكر فيك "
سمعتها مرة و أعدتها مرات , انه يصفني , يتحدث عني ,  أخافني الشعور بأن هذا المغني يعرف ما بداخلي, ماذا لو كان كل من حولي يعرفون ؟!  , ماذا لو كانت هي تعرف ؟! , اااه انه أمر متعب , أحتاج لبعض الشاي حتى أفكر فيه ....... أين وضعت برادي ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق