الاثنين، 28 مارس 2016

مرسال لحبيبتي


عزيزتي التي نستني...
كيف حالك ؟
أكتب لك هذه الرسالة و في القلب بعض الغضب و الحزن لكن الشوق دفعني لأن أراسلك , كنت بأمسية جميلة في الأيام الماضية , ليلة ليبية بإمتياز أعادتني إلى تلك الأرض , عشت بضعة ساعات ليبية بإمتياز, ارتسمت على شفتاي إبتسامة فيها و فاض خاطري فرحاً بها , لكن هذا الفرح لم يدم , عرضوا في تلك الأمسية فيلماً قصيراً ظهرتي أنتي فيه , و ما أن ظهرتي على الشاشة حتى عم القاعة صراخ فرحٍ و تصفيق , توقعت أن أفرح لرؤويتك لكن لا لم أفرح , على الأقل ليس بقدر فرح الأخرين , و لأكون صريحاً بداخلي اتقدت نارٌ ممزوجة من الغيرة و الشوق و العتاب , نعم عتاب , أعاتبك لأنك لم تراسليني و لم تحدثيني طوال أشهرٍ ستة , أم تراك نسيتي ؟! , أنسيتي عندما كنت أحمل حبك في قلبي و أخرج متجولاً في الشوارع به ؟ هل أغناك من هم حولك الأن عني ؟ هل أنستك أعمالهم حبي لك ؟ إني لأحسدهم حقاً , فمن هؤلاء رسامٌ أمسك فرشته و رسمك جميلة واقفة بوشحها الأسود الذي يخفي ورائه جمالٌ ما بعده جمال , منهم شاعرٌ يمسك قلبه و ينثر حبره على الورقة فتخرج منه قصيدة تتغزل بحنانك الذي ينسي الجريح آلامه , منهم جريح هوى ضحى بأحد أطرافه حتى يريك مقدار حبك , و من الحب ما قتل .. أما أنا فماذا بيدي لست برسامٍ ولا شاعرٍ ولا أجيد إستعمال السلاح , فكيف تطلبين مني أن أريك حبي مثلهم , ألم يكفيك بأني قلتها بأعلى صوتٍ عندي ؟! , لا أعلم لماذا غرت من أولئك الفرحين برؤويتك , ربما لأني أردتك لي وحدي فقط , ربما ستقولين بأني هجرتك و لكن هجرانك لم يكن بيدي , أنتي من دفعني لهذا الرحيل و الهجران , لأنك لم تعودِ كما عهدتك , حاول الزمان أن يذلك فأصبحتي يا عزيزتي قاسية على ناسك , أحببت جلوسي في مقاهيك منتظراً عودة جامعتي لكن الإنتظار طال فنويت الرحيل طلباً لما لم أجده فيك , و حتى رغم رحيلي فإن قلبي مزال في كل لحظة ينبض فيها هنا يقول فيها إسمك , مازلت أرى خيالك في كل زاوية هنا , كيف لا أفعل و انتي صاحبة الحب الأول .
أما شوقي فهو من يجعل قلبي دوما يحن عليك , يجد لك أعذاراً و يقول بأن لا تظلمها , هو من يدفعني للتفكير بيك في كل يوم , هو من يجعلني أتنفسك في كل لحظة , أي سحرٍ سحرك الذي سحرتيني به يا بنغازي ؟! , هل هي بسمة ناسك و ودهم أم تراه دفيء شوارعك , أو قد تكون رائحة سبخك , هذه الرائحة التي تعففت منها دوما و الان أتمنى بأن أعود حتى للحظة لكي أستنشقها , و ربما تكون هذه العودة قريبة , أعلم بأنك لن تردي على هذه الرسالة و ربما حتى لن تقرئيها , لكني أيضاً أعلم بأن لي قلبٌ سيظل عاشقاً لك مهما حدث و حتى لو نسيتي أنت فأنا لا أعرف للنسيان معنى, هنا تستحضرني أغنية من المغرب الشقيقة تقول :" مزال مزال عشقك في البال ننساك محال ياللي نسيتينا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق