الجمعة، 11 مارس 2016

في الحلم


اشرقت الشمس و لم تتمكن الستارة على نافذتي ممن منع أشعتها من الدخول إلى غرفتي فأجبترني على الإستيقاظ , جلست في فراشي أنظر للغرفة محاولاً استيعاب المكان و الزمان , أتذكر بأني حلمت بشيء في الأمس , ماهو ؟! , لم أستطع التذكر , سيجارة  لعلها تذكرني بما حلمت , بعض الموسيقى لتعديل المزاج الصباحي و بدأت حملة على دماغي لتذكر الحلم , فتحت حاسوبي و قرأت تهريسة كتبتها بالأمس كنت فيها جالساً مع سقراط , هي ناقصة , لماذا لم يجبرني سقراط على البوح باسمها فأجيبه ثم تقرأ هي ما كتبته حين أنشره فتعرف بأني حديثي كان دومي عنها ... حسناً لماذا بدأت في الكتابة عنها في أي حال ؟! , نعم لقد تذكرت , كانت نصيحة من صديق عندما حدثته عنها , أخبرني بأن أستغل تهريس لأتحدث عنها لعلها تفهم الرسالة , رغم أني لم أعتقد بأن هذا سينفع لأن الناس عندما تقرأ تقوم باسقاط ما قرأته على مشاعرهم و لا يفكرون في مشاعر الذي كتب  ..... مهلا , هي من حلمت بها بالأمس , اللعنة  أتعبني التفكير بها صاحياً و لجأت للنوم هرباً , فلحقتني حتى في أحلامي , لماذا هذا العذاب؟!.

حككت رأسي قليلاً و بدأت في التفكير في ذاك الحلم , كنا نجلس معاً في مكان لا أعرفه , ربما يكون حديقة أو مقهى , ربما يكون سجن القلعة حيث يجتمع العشاق في أغنية إمام , هو مكان حتماً جهزه لي دماغي حتى تخلوا لنا الدنيا بعيداً عن كل المضايقات , كنا نتحدث و أتذكر بأني كنت منسجماً في الحديث , من المرات النادرة القليلة التي أنظر فيها لعيني شخص أثناء حديثي معه , و كيف أستطيع أن أتجاهل تلك العينين , ربي سبحانك فيما خلقت , سمعت دوما عن أنك جميلٌ تحب الجمال , و لكني لم أرى سوى اليوم هذا اليوم , نسيم خفيف يتلاعب بخصلات شعرها الأسود الممتد لتحت كتفيها , نظرات و ابتسمات , كلمات و ضحكات , لا شيء يعكر صفو هذا الجو , نعم تحدث قبلها مع كثيرات , لكن لم انسجم في الحديث قبلاً كما انسجمت في هذه المرة , في كلماتها و فكرها سر جذبني , ربما سحر ربطتني به , ما أجمله من سحر.

سكت قليلا و تركتها تتكلم , بدأت أنظر إلى أعماق عينيها , لعلهما يخبراني إذا ما كانتا تحبان شخصاً أخر , لعلهما تبوحان بما لم تبح به شفتاها , لكني لم أرى شيئاً , لم تبح عيناها بشيء , بل أخفت عني أشياء , آه لو أرى إشارة أو حتى نصف إشارة تخبرني فقط بمشاعرها , أه لو أن الأية مقلوبة , لو أن الإناث هن من يعترفن بمشاعرهن أولاً ثم يأتي دورنا , لربما خف عني كل هذا العذاب و الألم , الخوف من الرفض هو ما يرعبني , و الخوف من الإنشغال بالغير هو ما يقلقني , توتر العلاقات الذي سيأتي بعد مصارحتي هو ما أفكر فيه .. حسنا لن أنتظر , سأفجرها الأن و أنهي هذا العذاب الذي سيطول إذا ما سكتٌّ , وقفت أمامها و نظرت إلى عينيها و هي تتابعني في وقوفي و قلت لها بأني صبرت كثيراً ولكن لم يعد بإستطاعتي الصبر , و كيف لي أن أصبر و أنتي رفيقة أفكاري في الليل و النهارِ , إلتزمت الصمت طويل و لكن الصمت سيقتلني إذا لم أنطق ,  هي كانت تنظر بتعجب و استغراب لكن لم أهتم , لقد اتخذت قراري و سأقول ما أريد قوله , بحق من خلقك فأحسن خلقاً و زاد الحُسن حُسناً فهباك عينان ما رأيت لهما مثيلاً في كل الدنيا , بحق من أسدل شعرك إلى ظهرك و كساه بالسواد فبات كليلة كانت كلماتك نجوماً لها , و صرتِ أنتي الليل و القمر , سأقولها و لن أعود فيها , اني بك متيمٌ و لك عاشقٌ , أُحِبُّكِ , قلتها و قد كُسرت كافها فقوليها بالفتحة أو دعيني أرحل أجول في الشوارع كمجنون سُلب منه عقله , غير ان القلب هو ما سُلب مني .

كادت أن تنطق حينما أحسست بضوءٍ ساطع أمامي , أغلقت عيناي و فتحتهما لأجد بأن الشمس قد أطلت علي من الشباك .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق