الأربعاء، 24 يونيو 2015

مرشد سياحي 3


أهلا ... لقد عدنا من جديد في جولة أخرى و هذه المرة مع صديقي الأجنبي و الذي قررت أن أحدثه قليلاً عن شيء أخر في بلادنا , نتخطى المقدمات سريعاً فلا المكان و لا الزمان و لا سبب وجودنا هنا يهم و لنبدأ الموضوع :
" صديقي السائح بعد حديثنا عن المحششين و المستشفيات خطر ببالي أن أحدثك عن موضوعٍ مهم أخر و هم الشباب و هي الفئة الغالبة هنا و هم الكل في الكل فلشبابنا أشياء لا يملكها غيرهم من الشباب فأولاً شبابنا مدخل رزق للعديد من الناس و هم في ذاتهم يحبون دعم أصحاب المشاريع الصغيرة من مطاعمٍ و  مقاهي و من محلات تبغ وقد تعتقد أن هذا عيب و لكن دعني أقل لك بأنك مخطئ فلو امتنع الشباب عن الذهاب للمطاعم و الجلوس بالمقاهي و امتنعوا عن التدخين لخربت بيوت كثيرة .
أما عن حب شبابنا للعلم فحدث ولا حرج فشبابنا يمضي وقته في مواسم الدراسة بين الجامعات و المدارس و هم محبون للأدب بصفة عامة فلو زرت الجامعة مثلا لوجدت العديد منهم يقف أمام كلية الآداب منتظراً و بشوق لحظة قبول فتاة به أقصد لحظة قبوله بهذه الكلية , و كذلك المدارس فستجد شباباً جامعيا يقف أمام المدارس الخاصة منها و العامة في عز الظهر و تحت الشمس الساخنة , و هناك كذلك نوعٌ مشغول لا يزور الجامعة كثيراً إلا في فترة الامتحانات و توزيع المنحة , قد تظن ذلك إهمالا و تسيباً و لكن بعض الظن إثم فهؤلاء الشباب الطيبون مشغولون بمساعدة أصحاب المقاهي كما قلت سابقاً و كذلك التجول في شوارع مدينتهم الحبيبة و أحياناً نائمون بعد التعب و الإرهاق و بعد سهر ليلة كاملة بين أحضان الحب , و على ذكر الحب فلشبابنا طريقة حب غريبة تتناسق مع أيام الأسبوع فهو يرى فتاة أحلامه يوم السبت و يرمي لها رقمه في ورقة و هو شيء لا تعرفونه و حرمكم منه الانفتاح فأصبح الارتباط عندكم سهلاً و لشبابنا قدرة نظر عجيبة فبمجرد أن يرى الفتاة حتى يشعر أنها ليست ككل الفتيات و تبادله هي بذات الشعور في نفس اليوم ثم في يوم الأحد يقرران أن تبدأ علاقتهما ثم في يوم الاثنين يقررون أنهم سيتزوجون و في اليوم اللاحق يحددون أسماء أولادهم و يوم الأربعاء هو يوم (البنات كلهن كيف بعضهن ) و (كيفه كيف أي شاب ) و يأخذان الخميس و الجمعة يومي عطلة نهاية الأسبوع ثم يعودان السبت بأسبوع جديد يتكرر فيه كل ما حدث لكن مع شخصٍ أخر .
و كدت أنسى أن أقول لك بأن شبابنا شعراء في الغزل بجميع أنواعه و هم أيضا مراعون لمشاعر فتياتنا فيطلقون كلماتهم غزلا بهن و لإدخال بعض الفرحة على قلوبهن, فعندنا شعراء الغزل القصير بكلمة واحدة و هي (نعليا) و هي كلمة بنغازية الهوية , و أيضا هناك شعراء الغزل الفاحش بجملة ( تم حجب الجملة مراعاة للأخلاق العامة) , و كذلك الشعراء ذوي البلاغة في التشبيه مثل ( شميني يا وردة ) و هي قمة الفصاحة و الإعجاز اللغوي , و كذلك النوع الداخل للبيت من أبوابه نوع ( زوجينا يا عميمة ) و غيرهم الكثير , الذي سطروا في الحب جملاً فاقت في وصفها و إبداعها أشعار مجنون ليلى في وصف ليلى .
و عن فرص العمل للشباب فهي متاحة للجميع بفضل الله و بفضل فاعلي الخير فما أن يتخرج هذا الشاب المكافح من الجامعة حتى يجد فرص العمل تنهار عليه , أذكر مرة أني ركبت سيارة خاصة و هي نوع من سيارة الأجرة لا تعرفونها أنتم , ذات التسعيرة البسيطة بين الدينار و الدينارين للأماكن القريبة و لكنها الأن باتت بثلاثة دنانير نظراً لارتفاع سعر الدولار , عموماً كان السائق خريج كلية الاقتصادو قسم إدارة أعمال و قد وجد هذا العمل أمامه قبل حتى أن يتخرج .
و أخيراً لا يعاني شبابنا من أي مشاكل في الزواج فأسعار الشقق في يد المواطن البسيط و كذلك المهر و تأجير القاعة و كل مستلزمات هذه المناسبة العظيمة , و عادة يكون هذا المواطن البسيط هو ابن أحد رؤوس الأموال في بلادنا (أدام الله نعمته عليهم).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق