الجمعة، 19 يونيو 2015

براد الشاهي

جلست في هذا الليل الطويل أمام شاشة جهازي محاولاً البحث في دماغي عن كلمات أصف بها حالتي الآن و قد وضعت "براد" الشاي على النار حتى يساعدني في إخراج الكلمات مني , فلساني يعصي أوامر الحديث مني و يداي تمتنعان عن الكتابة أما عقلي فهو مشغولٌ باسترجاع ذكرياته معك فذهب بي إلى هناك إلى حيث كان اللقاء الأول ربما لم يخطر على بال أحدٍ منا أن هناك ما هو قادم و أنه قد يحدث في يومٍ من الأيام أن توجد بيننا مشاعر , أو على الأقل أنفرد أنا بهذه المشاعر فعلاقتي بالحب كعلاقة المعلم أحمد الخضار الذي بجوارنا بنيتشه عبقري ألمانيا .
و رغم ذلك أحسس بنبتة المشاعر تخرج و تنمو في تربتي الغير صالحة للزراعة أصلا و لكني ضللت أنكر و أنكر حتى ذاك اليوم بالأمس البعيد عندما تسللت رائحة الغيرة إلى أنفي عندما رأيت "فلان" يلاطفك بكلمات الدلع على ما قيل بأنه موقع تواصل اجتماعي و تجاهلتها معللاً بأنها قد تكون سراب الماء الذي يراها قاطع الصحراء بعد أن تمكن العطش منه و لم أبالي حيث أني لم أعتقد بأن ذاك السراب هو حقا واحة و فضلت عطشي على السير نحوها , و أنا الذي اعتدت على العطش فبات الماء عندي رفاهية .
...... عذرا فقد قمت لأتفقد الشاي , و لنعد لحديثنا فقد استمريت في تجاهل هذه  المشاعر و ما لها من ملحقات حتى وخزتني أشواك الفرحة عندما التقينا و تكرر الوخز في كل مرة , و كم من مرة أردت مصارحتك بما في أعماقي الدفينة من أشياء في كل محادثة طالت و استمرت و لكن لم اشعر بطولها في وجودك , و في كل مرة أحاول أن اصارحك يسحبني شيء من الخلف لا أدري ما هو , لعله كان حديثك مع "فلان" فظننت أنك مشغولة به , أو لعلها أن تتحطم موجات المشاعر على صخرة الرفض و أنا الذي أعلم حقا شعور السقوط على هذه الصخرة , فبقيت رافعا أنفي أشيد أصنام نفسي العظيمة متقربا بها إليك أحيانا رافضاً البوح بشيء , ولكن ما نفع القرابين إذا قُدمت لألهة لا تعلم حقا بوجودي , و ظللت كذلك أخطط و كلي أمل على أنه سيأتي يوم لأدق فيه أبواب بيتكم كفارس الأحلام ممتطياً جوادي و أخطفك إلى قصري , و حتى أفعل يجب أن يكون لي جواد و يصبح عندي قصر و لأن لكل منا نصيبه و لأنه :
"ما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا" فقد سبقني فارسٌ أخر بجواده و قصره و ها أنت ذا أراك تُزفين إليه , و لأن هذا الفارس هو "فلان" صديقي الذي تكرم و دعاني لزفافكما , وجدت نفسي أقف أمام القاعة و الصحب من حولي يباركون له هذه الحياة الجديدة التي سيدخلها و كم تمنيت أن يعزيني أحدهم في هذه الحياة التي فقدتها , أو على الأقل أن يصلي أحدهم على قبر هذا الحب الذي دفنته و دفنت نفسي بجواره و لم أتمكن من البقاء حتى أراه خارجاً و أنتِ بجواره ترتدين ثوبك الأبيض و لم تطق نفسي أصوات الفرح حولها و طبول الحزن و العزاء تدق بداخلي , فوجدت قدماي تسيران بي مبتعداً عن المكان سائراً إلى المجهول بين شوارع مدينتي التي أحسست بأني غريبٌ عنها حتى .......
اللعنة لقد اندلق الشاي على الفرن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق