الخميس، 25 يونيو 2015

مرشد سياحي 4


الإخوة الركاب أهلا و سهلا بكم هاقد عدنا من جديد و كما تقول الأغنية الشهيرة (هاقد جينا هاقد عدنا من اللي في ساحة الراب الليبي قلدنا؟) عذرا...  فقد انسجمت مع هذه الأغنية , عموما كنت بالأمس يا صديقي الأجنبي من بلاد الفرنجة قد حدثتك عن شبابنا , الذكور منهم على وجه التحديد , و اليوم قد حان موعد الجنس اللطيف و ليلطف  بنا الله , فما سأقوله لك الآن قد يقلب حياتي جحيما و يؤدي للهلاك و من وجه نظري أعتقد بأنه يجب على وزارة الصحة في بلادنا التحذير من مخاطر بعض النساء و كتابة جملة ( احذر ضار بالصحة و يسبب الوفاة و قد تسبب لك الجلطة و السكتة , إضافة إلى سرطان اللسان و الحنجرة نتيجة لحديثك الدائم معها بصوت عالي في محاولة فاشلة أخرى للتفاهم معها .
عموما لنساء بلادنا اختراعات عظيمة غيرت معالم الأكل في بلادنا فبعد أزمة اسطوانات الغاز هنا و قلة الأفران الكهربائية , لم ترد هذه المرأة العظيمة الوقوف أمام هذه الظروف , فوجدت ( كيكة الطنجرة ) و هي كما يقال بأنها مثل أي كيكة عادية لكنها تطهي في الطنجرة أو أنية الطبخ  , وهو إختراع لم أرد الاقتراب منه , و لم تكن هذه أخر إختراعتها فهي أخذت (الكرشة) و هي أكلة ليبية معروفة توارثتها الأجيال و لم يعجبها بقائها كل هذه السنين دون تغيير فأخذت الكرشة و وضعتها على عيدان من الخشب لتكون شيء شبيه بحلوى (تشوب اند تشوبز ) , و هو أيضاً شيء لم أرد الإقتراب منها ليس خوفاً منه و لكني بطبعي الشرقي المتمسك بالعادات رفضت مثل هذه الأشياء المستحدثة.
عموما لنسائنا أذواق مذهلة في الملابس و هي تقارع المرأة العالمية في أحدث الموضات و لا تكتفي بذلك بل تحورها لتكون مناسبة لملابسها "المحتشمة" (نأسف على هذه الكذبة ) , و الملائمة للعادات الليبية و الشرقية , و كذلك لبعض نسائنا خبرة عظيمة في المكياج و الزينة , فهي تضع كميات "معتدلة" من هذه الأشياء و لما المكياج إذا وُجد الجمال الطبيعي ؟.
أعلم بأنك إذا سرت و تجولت في شوارع بنغازي كشارع دبي مثلا والذي لا يمت لدبي بصلة , ستجد بعض من فتياتنا تضع كمية رهيبة من ألوان الزينة على وجهها دون حتى تنساق أحيانا فستجد الاخضر و الأحمر و الأزرق , لا تقلق فهن موظفات دعاية لشركة جوتن للطلاء و ماهذه الألوان إلا بعض من منتجات الشركة , كذلك ستجد أن لبعضهن وجوه بيضاء و يد سوداء أو شعر أصفر و حاجبين سود , و هذه من علامات الجمال عندنا و هي من الأشياء النادرة التي تمتاز بها بلادنا كما تمتاز بعض القطط  بإختلاف لون العينين .
و لبناتنا درجة رقي غريبة فهن يخشين الصرصاير و و العناكب و الفئران و إلى ما ذلك من كائنات زاحفة صغيرة , و بعضهن صائدات لي هذه الكائنات و لكنهن يعملن بالسر , فإذا ما رأت إحداهن صرصاراً في مكان عام ستصرخ و تفزع , ولكن إذا ما أخطأ هذا المخلوق و دخل غرفتها فسيكون أخر ما يراه هو (سباط) مقاس 40 يتجه نحوه و السباط هو الشبشب أو الخف و لا تسألني عن سبب تسميته بذلك .
و على ذكر الرقي و "الإتيكيت" فالفتيات عندنا يعرفن بميمي و سوسو و ما شابهها من أسماء بين صديقات الجامعة و لكن أولاد الشارع و أهلها ينادونها رجعة مثلا , أذكر مرة بأني كنت في الكافتيريا الجامعية و رأيت إحداهن تأخذ مشروب (راني بالحبيبات) و هو شراب توجد به بعض القطع من الفاكهة , بعض هذه القطعة نعاني صعوبة في إخراجها بسبب كبر حجمها و صغر حجم الفتحة بالعبوة , عموما بعد أن أخذت هذه الفتاة العصير أخذت معه عود شرب ( الشاليمو) و وضعتها بداخل العبوة و بدأت في الشرب.
سألني صديقي :" ماذا عن الحبيبات؟"
فقلت :" هنا أريد أن ألوم الشركة المصنعة التي لم تراعي فتياتنا (الراكيات) و اللواتي لا يشربن إلا بالشاليمو .
(نعتذر عن إكمال بقية الجولة لأن المرشد يرقد في المستشفى بعد هجوم مجموعة من الفتيات عليه لأسباب غير معروفة).
....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق