السبت، 20 يونيو 2015

تهريسة انثى

هذا الملل الذي بات يلاحقني منذ سنوات , فكل أيامي باتت متشابهة لها نفس البداية من استيقاظ في الصباح و مغادرة السرير , و انتهاء على ذات السرير في المساء مروراً بخروجي اليومي إلى الكلية دون أن أنسى ابن الجيران و مضايقاته لي في كل صباح , و لا ألومه على ذلك بل ألوم نفسي لأني لم أضع له حداً منذ البداية , ربما لأن كلامه كان كل يوم يدخل شيئاً من البهجة على قلبي دون أن اعلم لما , و لكني ألومه على تردده و اكتفاءه بملاطفات لا تنفع ولا تضر.
و على الأقل هو لم يكن كحارس الكلية الذي تجاوز مرحلة الكلمات إلى مرحلة النظرات التي تكاد أن تجردني من ثيابي .
و مالحل في ذلك , فإن لبست هكذا اعتدت علي نظراتهم  و إن لبست غير ذلك هاجمتني ألسنتهم هذا هو مجتمعي الذي أتعبني و أرهقني فابتعدت عنه قليلاً حتى لم أعد أعرف هل أنا منبوذة من المجتمع أم أنا الذي أنبذه .
فمجتمع يحاصر المرأة من كل الزوايا هو مجتمع لا يستحق العيش فيه .
لا ألوم رجال المجتمع فقط فحتى النساء مشاركات , فالأم التي تفرض على ابنتها الحجاب و نوع الملابس الواسعة لا لشيء متعلق بالدين بل فقط حتى لا تطالها ألسنة الناس و حتى تجد ابن الحلال الذي يبحث عن السترة ما هي إلا مجرمة , و كذلك الأمر لتلك التي تطالب ابنتها بالتبرج و التزين حتى تلفت أنظار الذكور من مجتمعها , فالمرأة ليست بضاعة نحجبها عن الشمس و نهتم بتزينها لتنال إعجاب الزبون الشاري و الذي لا يعلم أحد شيء عن تاريخه , فذكور مجتمعي لا يبحثون عن المرأة بما له من أفكار و شخصية بل يبحثون عن سلعة جميلة تسر أنظارهم و يرتفع سعرها إذا كانت تكنس و تطبخ و ترقص , فما يريده البعض ليس امرأة تهز عقلها بالتفكير بل امرأة تهز وسطها عن دق الطبل و التزمير.
هذه هي الأفكار التي تروادني في كل مرة أدخل فيها البيت و أزيل الحجاب عن شعري متسألة  هل انا مقتنعة به أم أنه مجرد شيء أخر أساير به مجتمعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق