الخميس، 13 أغسطس 2015

انا و هو

وقفت أمامه و بدأ كلٌ منا في النظر لعيني الأخر , أحسست من نظرته بأنه يعرفني و لمحت في عينيه بريقاُ ليس بغريبٍ علي , حاولت أن أتذكر أين رأيته من قبل , ركزت فيه قبل أن أصاب بصدمة , إنه هو , هي عيناه هي ملامحه , و لكنه تغير كثيراً ترى ما الذي غيره .
يبدو و كأن الدهر قد ترك له ذكريات عديدة ,فقد اعتلى البُؤس وجهه و بات كأرض نفذت منها المياه فأصابها الجفاف , و حتى شفتاه اسودتا بعد أن كان الأحمر هو لونهما قديماً .
مازلت واقفاً أنظر إليه محاولة معرفة سره , و هو كعادته يقف لا يحرك ساكناً , ينظر إلي و أشعر بأنه ينظر لما بداخلي كما أفعل أنا , فقد تسللت إلى ما وراء عينيه , لأنظر و ابحث عن ما أصابه , و لكن لم أجد شيئاً يذكر , لا شيء إلا الظلام الدامس , حاولت أن أقترب من الأشياء لمعرفتها وسط هذا الظلام , وجدت بعض ذكريات الصداقة المكسورة , وجدت ذكرى حب منسي و قد رُمي بعيداً بعيدا , مشاعر و أحاسيس فضل دفنها هناك على أن يصرح بها , صورٌ لأهل و أصدقاء قد رحلوا و بقيت صورهم , طموحات لمستقبل طال انتظارها حتى فُقد الأمل منها, و من بين كل ذاك الظلام صدم عيني نورٌ قادمٌ من بعيد , ذهبت باتجاهه و عندما وصلت وجدت هناك طفلاً صغيراً يجلس وحده , إني أنظر إلى ماضيه , كم كان طفلاً بريئاً و لكن كم غيرته الظروف , كم كان طفلاً بريئاً ولكن ما رآه من الناس و أفعالهم غيره كثيراً , و أي تغيير هذا ؟ ذاك الذي جعلني أنظر لانعكاس صورتي في المرآة و لا أعرفها !!.

19/9/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق