الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

رسائل مغترب (عزيزي الفوكس)

عزيزي كريم ..
كيف حالك أيها الملعون ؟ أنا بخيرٍ و لكني ألومك كثيراً , لماذا لم تعد تأتي كل يومٍ لتزعج أمي في كل صباح بإيقاظك لي و تزعج كل من حولنا من جيرا بتبيبك حتى أخرج إليك بوجهي المتكرمش من أثر النوم في الحر , حاملاً معي كوب الشاهي و الحليب خاصتي , إني لأشتاق لتلك الأيام حقاً.
طمئني هل وجدت مرافقاً صباحياً أخر يحل محلي على مقعد مساعد السواق في تلك التيدا المتهالكة التي تقدسها؟ أنا لم أجد أي شيء , لا من يزعجني في الصباح ولا حتى تيدا مثل التي عندك .
اشتقت لتلك الأغاني التي سمعناها كل صباح في مسيرتنا للقندلة على عباد الله محاولين إيجاد  من يؤمن لنا جرعات تكيف دماغنا الصباحية , و يا أخي أخبرني ماذا فعلت أنت في تلك الأغاني ؟ فسماعها هنا لم يعد يكيفني ولا أدري أهو تأثيرك أم تأثير سيارتك فيها .
كيف حال الجميع ؟ كيف حال صاحب مطعم ال كي اف سي (كول فاصوليا ساخنة) عمران , هل وُفق في مشروعه أم لا ؟ إنه لحقاً أحد الناس الجيدين القلائل الذين رافقتهم في سيارتك .
كيف حال بنغازي و شوارعها ؟ هل ما تزال مزدحمة كريهة ؟ يا ولدي رغم إني هنا في ما ترونه جنة و لكن كم أحن إليها , أحن إلى أصوات المدافع البعيدة , إلى أصوات الرصاص , و إلى النوم بلا كهرباء , نعم أحن لكل هذا , فبنغازي لي كإمرأة أعشقها , و أعشقها بكل قذارتها , فأنا كما تعرفني لم أحب إلا القذرة .
لا تخف لم أدمن شيئا هنا حتى الآن , مازلت أشرب القهوة صباح مساء ممزوجة غالباً بأغاني ذاك الفاجر بالتي أو بعضاً من حفلات الحضرة و أغاني التصوف التونسية التي أخذتها من أنس لعلي ألاقيكما فيها.
لا أعرف ماذا أقول أيضا ولكن بلغة عربية فصحى اشتقت لك و لقذارتك و سوداويتك , اشتقت إلى معارض الفنون , و إلى تقريم عباد الله وسبهم تحت تلك الشجرة عند منزل جدي , أرى خيالك هنا في كل تيدا تمر أمامي , رغم أن التيدا هنا ليست منتشرة كثيراً و هذا أمرٌ جيد , لعلي أنساك يا وجه الفقر.
أرسل سلامي إلى كل أولئك الكريهين الذين عرفناهم , و في الختام أدعو الله أن تموت و أنا هنا , لا أضطر للوقوف في عزائك , فيكفي أنك أتعبتني في محياك , و لا أريد أن تتعبني في موتك .
دمت بصحة يا فوكس
صديقك الحي في بلاد الأحياء
 هكسي الملقب بأحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق